سورة الرعد - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)}
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {المر} قال: أنا الله أرى.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {تلك آيات الكتاب} قال: التوراة والإِنجيل {والذي أنزل إليك من ربك الحق} قال: القرآن.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {تلك آيات الكتاب} قال: الكتب التي كانت قبل القرآن {والذي أنزل إليك من ربك الحق} أي هذا القرآن.


{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)}
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس- رضي الله عنهما- إن فلان يقول: إنها على عمد، يعني السماء. فقال: اقرأها {بغير عمد ترونها} أي لا ترونها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {رفع السموات بغير عمد ترونها} قال: وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {بغير عمد ترونها} يقول: لها عمد، ولكن لا ترونها. يعني الأعماد.
وأخرج ابن جرير، عن إياس بن معاوية رضي الله عنه في قوله: {رفع السماوات بغير عمد ترونها} قال: السماء مقبية على الأرض مثل القبة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: السماء على أربعة أملاك، كل زاوية موكل بها ملك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {بغير عمد ترونها} قال: هي بعمد لا ترونها.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن وقتادة- رضي الله عنهما- أنهما كانا يقولان: خلقها بغير عمد. قال لها قومي فقامت.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن معاذ قال: في مصحف أبي {بغير عمد ترونه}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى} قال: أجل معلوم، وحد لا يقصر دونه ولا يتعدى.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يدبر الأمر} قال: يقضيه وحده.
وأخرج أبو الشيخ، عن قتادة في قوله: {لعلكم بلقاء ربكم توقنون} قال: إن الله إنما أنزل كتابه وبعث رسله، ليؤمن بوعده ويستيقن بلقائه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمر بن عبد الله، مولى غفرة. أن كعباً قال لعمر بن الخطاب: إن الله جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب، خمسمائة سنة. فمائة سنة في المشرق، لا يسكنها شيء من الحيوان، لا جن ولا إنس ولا دابة ولا شجرة. ومائة سنة في المغرب بتلك المنزلة، وثلثمائة فيما بين المشرق والمغرب يسكنها الحيوان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر: والدنيا مسيرة خمسمائة عام، أربعمائة عام خراب ومائة عمار، في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: ما العمارة في الدنيا في الخراب إلا كفسطاط في البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الجلد رضي الله عنه قال: الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فالسودان اثنا عشر ألفاً، والروم ثمانية، ولفارس ثلاثة، وللعرب ألف.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن خالد بن مضرب رضي الله عنه قال: الأرض مسيرة خمسمائة سنة، ثلثمائة عمار، ومائتان خراب.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن حسان بن عطية رضي الله عنه قال: سعة الأرض مسيرة خمسمائة سنة، البحار ثلثمائة، ومائة خراب، ومائة عمران.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: الأرض سبعة أجزاء: ستة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج، وجزء فيه سائر الخلق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لي أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، اثنا عشر ألفاً منه أرض الهند، وثمانية الصين، وثلاثة آلاف المغرب، وألف العرب.
وأخرج ابن المنذر عن مغيث بن سمي رضي الله عنه قال: الأرض ثلاثة أثلاث، ثلث فيه الناس والشجر، وثلث فيه البحار، وثلث هواء.
أما قوله تعالى: {وجعل فيها رواسي}.
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: إن الله تبارك وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق، خلق الريح فنشجت الريح، فأبدت عن حشفة، فهي تحت الأرض. ومنها دُحيت الأرض حيث ما شاء في العرض والطول، فكانت تميد فجعل الجبال الرواسي.
وأخرج ابن جرير عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما خلق الله الأرض، قمصت وقالت: أي رب، تجعل عليّ بني آدم يعملون عليّ الخطايا ويجعلون عليّ الخبث؟ فأرسل الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون، فكان إقرارها كاللحم ترجرج.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن عطاء رضي الله عنه- قال: أول جبل وضع في الأرض، أبو قبيس.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {جعل فيها زوجين اثنين} قال: ذكراً وانثى من كل صنف.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يغشي الليل النهار} أي يلبس الليل النهار.


{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {وفي الأرض قطع متجاورات} قال: يريد الأرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها بإذن ربها، تجاورها السبخة القبيحة المالحة التي لا تخرج، وهما أرض واحدة وماؤهما شيء ملح وعذب. ففضلت احداهما على الأخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: ليس في الأرض ماء، إلا ما نزل من السماء، ولكن عروق في الأرض تغيره، فمن أراد أن يعود الملح عذباً فليصعد الماء من الأرض.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفي الأرض قطع متجاورات} قال: السبخة والعذبة والمالح والطيب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة- رضي الله عنه {وفي الأرض قطع متجاورات} قال: قرى متجاورات، قريب بعضها من بعض.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه {وفي الأرض قطع متجاورات} قال: فارس والأهواز والكوفة والبصرة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {وفي الأرض قطع متجاورات} قال: الأرض تنبت حلواً، والأرض تنبت حامضاً. وهي متجاورات تسقى بماء واحد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {وفي الأرض قطع متجاورات} قال: الأرض الواحدة، يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الأبيض والأسود، وبعضه أكبر حملاً من بعض، وبعضه حلو وبعضه حامض، وبعضه أفضل من بعض.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه، عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله: {صنوان وغير صنوان} قال: الصنوان، ما كان أصله واحداً وهو متفرق وغير صنوان، التي تنبت وحدها. وفي لفظ {صنوان} النخلة في النخلة ملتصقة، وغير صنوان النخل المتفرق.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما {صنوان} قال: مجتمع النخيل في أصل واحد {وغير صنوان} قال: النخل المتفرق.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفي الأرض قطع متجاورات} قال: طيبها عذبها. وخبيثها السباخ. وفي قوله: {وجنات من أعناب} قال: جنات وما معها. وفي قوله: {صنوان} قال: النخلتان وأكثر في أصل واحد {وغير صنوان} وحدها تسقى {بماء واحد} قال: ماء السماء، كمثل صالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد. وكذلك النخلة، أصلها واحد وطعامها مختلف. وهو يشرب بماء واحد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {صنوان وغير صنوان} قال: مجتمع وغير مجتمع {يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال: العنب الأبيض والأسود والأحمر، والتين الأبيض والأسود، والنخل الأحمر والأصفر.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه {صنوان} قال: ثلاث نخلات في أصل واحد، كمثل ثلاثة من بني أب وأم يتفاضلون في العمل، كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد.
وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: مثل ضربه الله عز وجل لقلوب بني آدم، كما كانت الأرض في يد الرحمن طينة واحدة، فسطحها وبطحها، فصارت الأرض قطعاً متجاورة، فينزل عليها الماء من السماء، فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها، وتخرج نباتها وتحيي موتاها، وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها، وكلتاهما {يسقى بماء واحد} فلو كان الماء مالحاً، قيل إنما استبخت هذه من قبل الماء، كذلك الناس خلقوا من آدم، فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع، وتقسو قلوب فتلهو وتسهو وتجفو، قال الحسن رضي الله عنه والله ما جالس القرآن أحد، إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان. قال الله تعالى {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً} [ الإسراء: 82].
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه {صنوان} قال: الصنوان، النخلة التي يكون فيها نخلتان وثلاث، أصلهن واحد. قال: وحدثني رجل أنه كان بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبين العباس قول، فأسرع إليه العباس فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا نبي الله، ألم تر عباساً؟ فعل بي وفعل، فأردت أن أجيبه فذكرت مكانك منه فكففت عنه. فقال: يرحمك الله، إن عم الرجل صنو أبيه.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير. عن مجاهد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تؤذوني في العباس، فإنه بقية آبائي، وإن عم الرجل صنو أبيه».
وأخرج ابن جرير عن عطاء رضي الله عنه وابن أبي مليكة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: «يا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟».
وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا علي، الناس من شجر شتى، وأنا وأنت يا علي، من شجرة واحدة» ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم {وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان}.
وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قرأ {ونفضل بعضها على بعض} بالنون.
وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال: الدقل والفارسي والحلو والحامض.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال: هذا حامض وهذا حلو وهذا دقل وهذا فارسي.
وأخرج أبو الشيخ، عن مجاهد {ونفضل بعضها على بعض في الأكل} قال: هذا حلو وهذا مر وهذا حامض، كذلك بنو آدم أبوهم واحد، ومنهم المؤمن والكافر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8